بأننا ماضون ومستمرون في المقاومة .. وأملنا؛ أن تهلّ الشهور الأولى من السنة بأخبار مفرحة عن المعتقلين ..
انصّرمت شهور 2022 كالخيط من خُرم إبرة وبقيت جِراح المأساة تنزّف وإن حاولوا رتّقها بالوعود الكاذبة ... مضت الأيام تلتَّهم الأيام ونحن وسط النار نتلحَّف برحمة الله اتقاءً للهيبها الحارق .. نُجازف بالعبث مع الأقدار لعلّها تحنّ وتمنحنا بعض الريّق الحلو عوض المرّ من حدّجِ الصّدف .. تمادت البَهرجة في خلق نماذج السّفسطة .. واختنق اللّسان في حنجرة النسيان؛ وصرنا نتداوى من الوجع بالتفاهة .. ونخلق لنا عالما موازياً تضمّ أحلامنا .. نشيّدُ القصور في الخيال وتهدّها وقائع الأيام .. وما إن تنبلج كوّة من الشفق مُعلنة عن فكّ الحصار حتى تجتمع أسراب الغربان السوداء لتحجُّب بأحنحتها ضوء الأمل ..
ولكن .. رغم كل هذا ..
بشراسة قتال سبارتاكوس داخل قلاع كولوستُّوم الفولاذية ... بنظرة المُقاومة في عينيّ جان دارك المصّلوبة ... بأمانة دون كيشوت في مواجهة طواحين الهواء .. بهدوء نيرون في حرق روما .. وبازدراء تشي غيفارا لرصّاص قاتله .. وبعناد آخيل في دك قلاع الطرواديين .. وبحنكة لينين في رد الاعتبار للسلّاف..
بكل هذا التفاعل والأحاسيس والنوايا والاستعدادات نخبر 2023 ..
بأننا ماضون ومستمرون في المقاومة ..
وأملنا؛ أن تهلّ الشهور الأولى من السنة بأخبار مفرحة عن المعتقلين ..
0 تعليق
إرسال تعليق