هل مباريات كرة القدم تمثل الوجه الأوضح للواقع
هل مباريات كرة القدم تمثل الوجه الأوضح للواقع
مؤخرًا صرت أهتم بمتابعة مباريات كرة القدم، ربما لأني عزفت
عن الفن والسياسة وربما لأني وجدت أنها تمثل الوجه الأوضح
للواقع.
في بداية مونديال كأس افريقيا كان الجميع يهتفون لمنتخبي مصر
والمغرب ويتغزلون في لاعبيهم، وما أن سقط المنتخبان حتى
انقلب الجميع على اللاعبين والمدربين كأنهم يسمعون عنهم للمرة
الأولى.
خلال المباراة تجد المعلق يغير رأيه بعد كل هدف إلى النقيض
تمامًا، رغم أن اللاعبين والمدربين لم يتغيروا، ورغم أن أي
فريق
قادر على التهديف ومعرض لتلقي الأهداف في أي لحظة.
هكذا هي الحياة بدون رتوش، ينظر الجميع لما حققته وليس للجهد
الذي بذلته، ثم يبدون رأيهم فيك بكل وقار.
الفرق الرياضية تلعب بالروح والعزيمة أكثر مما تلعب بالتكتيك،
وهذا ما ألاحظه بوضوح، اللاعب اليائس والمنهزم نفسيًا لا
يستطيع الركض مئة متر دون أن يهده التعب، واللاعب المتحفز
يركض وكأن شياطين الأرض تطارده.
يبرع اللاعبون في التمثيل واختلاق الأعذار للحصول على
الفاولات وضربات الجزاء ولا يعتبر المشاهد هذا غشًا بل يعده
ذكاءً وحنكة.
لا يتراجع الحكم عن قراره حتى لو أدرك لاحقًا أنه كان مخطئًا،
حتى لا يفقد احترامه وحتى لا يستهين اللاعبون بقراراته.
المدرب هو من يتلقى اللوم دائمًا عند الهزيمة وربما أُنهي تعاقده
بجرة قلم، لكن لا أحد يلوم الإدارة التي اختارته ولا يفصلون من
مواقعهم.
كرة القدم هي الحياة.
0 تعليق
إرسال تعليق