مع قهوة الصباح... الفياق بكري بالذهب المشري
الناس اللوليّن خلفوا خلفهم حكم عظيمة وصالحة لكل زمان وجيّل.. لم يكن هناك وقتها لا فايسبوك ولا مُفكرات ولا دفاتر ذكريات، وفي المقابل، كانت لديهم ذاكرة قوية تحتفظُ بكلّ شيء.. كانوا يملكون حنكّة ورزانة في الكلام واستشراقا للقادم مستقبلاً.. ومن بين ما تركه السلف؛ قولة هُمّامَة وسارية المفعول ككناش حالة مدنية لا تُستوفى مدة صلاحيته بموت صاحبه.. يتوارثه أبناء أبنائه .. "الفيّاق بكرّي بالذهب مشرّي".. وهذا لا يعني أنك غتلقا لفلوس طايحين.. أو ستعثر على فانوس سحري يُغنيك بحكّه..
الحكمة لا تقف في تفسيرها على وجه واحد.. وإنما قابلة للتأويل بطرق شتى.. فقد تصادف طالب خدمة تخدعه فيمنحك بعض المال طواعيّة.. تفعل ذلك بإيمانٍ وبضمير بعد أن تلمس فيه خيانته لقضية ما.. مثلا، خدعتُ أستاذة متعاقدة البارحة تبحث عن الكراء، بعد أن تخلت عن مرافقة زملائها للرباط.. ولما أبدته من استهتار وتهكمٍّ على نضالتهم المشروعة والعادلة.. فكان لابد أن أعلمها درسا في الحياة لتتعظ وتُعيّد النظر في مواقفها المائعة...
أو قد تلاقي صديق دراسة يدفع ثمن القهوة وسيجارتيّ الصباح..
وهذا - بالضبط - ما حدث لي صبيحة اليوم..
حسن الحافة
0 تعليق
إرسال تعليق