ممّنوع على النـساء: شغف القراءة - فيديوهات

ممّنوع على النـساء: شغف القراءة



ممّنوع على النـساء: شغف القراءة
عثرتُ صباح اليوم على دعوة طلب صداقة رجل من دولة خليجية، وحتى إن حاول المراوغة والتضليل بانتحّال صفة؛ فملامِِح وجهه والسمرة القريبة من لون الخروب ستكسفه بسرعة.. وحوّل رأسه يلّف "شّالاً" ويشدّه إليه بعُقّال أسود. وبما أني متعوّد على التجسّس على حسابات الآخرين، ومدمّن على فعل ذلك كل يوم كواجب صباحي تفرضهُ سلطة التكنولوجيا.. وأول شيء فعلته، أن دخلتُ لحسابه بغيّة التعرف عليه أكثر. . على ميولتِه.. وهل سأحظى بفرصة قراءة نصوص ممّتعة تكشف عن خيال فريدٍ لصاحبها... أغلب ما ينشره على حائطه صوّراً شخصية له، وفي صورة من الصوّر الكثيرة، واحدة له وهو واقف أمام سيارته "الرونج روفر" الحمراء فوق كتبان رملٍ بالصحراء، لكن هذه المرة بسروال جينز، و"ساكسوكة" سوداء غطّت نصف وجهه النحيل.. ويبتسم.. أللقدر، أم على غباء الطبيعة بأن وهبّت خيراتها لمجموعة من الخنازير الجائعة للدم والجنس... أم يبتسم ليُظهر لنا طقم أسنانه النظيفة... ومهما تكن دوافع ابتسامته، فهي ليست بالمُغرية ..
خِلّت، في البداية، أن الشاب أرسل طلب الصداقة بالخطأ، لهذا لم أبالي بها وفضلت تقفي أثر ذبابة وقتلها.. ومع مرور الوقت، أرسل صاحب الحساب رسالة دردشة قصيرة، اطلعتُ عليها من باب لا تدعها للشيطان.. عبارة مُريبة ومشكوك في نوايا صاحبها: "السلام عليكم يا حلوّ". قرأتها بحيّطة وحذر و.. فهذا النوع، وخصوصا من بني شَحتان، والذي يبدأ حديثه معك بهذه الجرأة الزائدة، عليك أن تأخذ احتياطك منه وتضع مسافة بينك وبينه كي لا تتحول لشِيفون أو منديل لنزواته..
"حلوّ".. ألقيت نظرة سريعة على المرآة، وتسائلت بمرارة حاقدٍ على الوصف وعلى صاحب الوصف.. وعلى حاكم دولة صاحب الوصف:
ــ أين شاهد ابن الخنزير هذا هذه الحلاوة؟ وأين اكتشفها ابن القحبة في ربع ساعة، وأنا الذي زهاء 32 سنة قضيتها تحديقاً في وجهي ما اكتشفتُها؟
السؤال في حد ذاته خلق لي الشّك وأدخلني في دوامة من الحيرة.. تفحّصت ملامحي، هيئتي، عِظامي، عمودي الفقري.. فلربما الشاب يعتقد أني شاذ جنسياً، ويستميلني في الحديث من البداية كي أنساق له.. إني لا أغري حتى كلب بالنباح.. فكيف أغري خنزيراً برياً بكرشٍ بارزة بأن يطمع فيّ؟ الأمر يحتاج للتأكد.. ولكي أبعد عني الشبهات التي في غيّر محلِّها، أجبته :
ــ وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاتُه يا أخي ...
وجد هو ردّي عليه فرصة ليطلعني على جنسيته : أخوك محمد بن سالم العنّزي السهلاي من السعودية، وبالضبط، من المدينة المنورة. منذ أن سكنتم المدينة بهتُ نورها وخفتْ، حتى أن الظلام سكن فيها، وتحوّل اسمها للمدينة المُدنسّة. لم أقل له هذا صراحة، فقد يحمل ردي ذاك للسفارة، وأخلقُ بسببه أزمة دبلوماسية تنقطعُ بسببها صدقات ملكهم المعتُوّه على دولتنا.. فقط جال بخاطري أن أقولها له . وبين أخذ ورد في الحديث، آسر لي بأنه يفكّر جدياً في زيارة المغرب شهر أكتوبى المقبل، ليسألني ابن القحبة سؤالا مخزيّاً، حدّ أني رغبت أن أتبوّل عليه من خلف الشاشة، لولا معرفتي أن من سيتضرر بالبلّل، هو هاتفي وليس العفن الذي سأل السؤال :
ــ ما في بنات جميلات يوم ما آجي يفرفشوني شوية.. ..
الخنزير ظن أني قوّاد.. فهو لم يسألني عن شاطئ أكادير.. ولا سألني عن ثلج إفران.. ولا عن حديقة الحيوانات.. ولا عن واليلي.. ولا عن ساحة جامع الفنا بتعابينها وقردتها وبائعي "باوّلو".. ولا عن حمّامات مولاي يعقوب الدافئة.. ولا عن ميراللفت وسحر رمالها ليلاً.. كل هذا لم يغّره، كل ما أغراه بالمجيء للمغرب، هو بناتها الجميلات على حدّ تعبيره، وخلفه يجرّ "التقليد" ليوم الدين..
وجدتني حائراً في الردّ عليه.. فالرجل لا يقول إلا الصراحة التي نهرب دائما من تقبّلها، وهو لم يفعل شيء، سوى أن نقل لي ما أخبره به بعض أصدقائه الذين سبق لهم أن زاروا المغرب، ولم يغادروا فنادقهم، وعادوا منتشين بمناظر "لحمية" تُبهج النفس وأشياء أخرى. ثم لم تترك لي سمعة بناتنا، النّاصِعة جداً، مجالا للدفاع عنهن بحماسة وبأس شديد.. فهن لا يفوّتن فرصة في منح صورة مشرفة على البلد لدى اخواننا الخلجيين. حِرتُ فيما سأقوله له، فليس لي إلا الصمّت أمام قوة براهينه المتمثلة في صور عارية لفتيات مغربيات أرسلنها له على الواتساب، وهو يرسل لي الصورة، يتبعها بضحكة ساخرة على رُخصِ سعر بناتنا وسهولة انقيّادهن. حزّ في نفسي الأمر، أن ينظر لنا خنازير الخليج من ثقب فرّوج نسائنا، أن يختصروا مساحة البلد، في ثقب صغير بحجم حُفرةٍ يسكنها النمل الأحمر.
الأمر مخزٍ فعلا، فلا غرابة أن يكون طلب السعودي الجَلّفْ، فتاة تمضي معه لياليه الحمراء هنا.. فهو يعرف أن سيجد الكثيرات مستعدات لأن يبعن أنفسهن، ويقبلن بأن تُهان كرامتهن ويصير لها سعر وثمن، ومعها يُهان البلد، مقابل حفنة من المال..
ظللتُ أفكر في كيف سأقتصّ منه.. سأرد عليه لسبب واحد ووحيد، هو أني أريد أن أُدافع عن أمي وشقيقاتي وفقط.. أما البقية؛ فلا يعنيني أمرهن.. وفي غمرة التفكير وجدتني أقول له :
ــ أُجلب شقيقتك معك ولو وجدناها جميلة، سنعمل معك مقايضة لبضعة أيام..
ولا أعرف بعدها ما قاله.. لأني كنت قد رميتُ بحسابه العفن لمزبلة "البلوكاج"..
البلوكاج الفايسبوكي.. وليس "بلوكاج" نقاشكم لغة المقررّات الدراسية..
حسن الحافة

0 تعليق

إرسال تعليق

أكتب لتعليق ...لك حرية الرأي والتعبير