لا شيء ستتعلمه من الحُب سوى القسوة

تِسعٌ و أربعون ساعة ، كانت كفيلة بأن أكون فارغًا من أي شيء إلا إنتِ، ألف أُغنية ، سَبْعٌ وتسعون كوبًا من القهوة ، سِتٌ وسبعون قصيدة ، مِن أجلِ أن أنساكِ ، مئةٌ و ثلاثون كلمة في الدقيقة ، كانت كلمات تخرج مني لأكف عن الثرثرةِ بكِ ، شريط خمس سنوات ، يُعرضُ عليّ في لحظة واحدة ، ضحكة واحدة تُبعثرني ، وكيف الآن وتعرض أمامي ألف ضحكة منكِ ؟ !
تعلمين بأني أُحبكِ أكثر وأنا في أسوء مزاجي ، لأنَّكِ قادرة على مسح ألف وجعٍ في داخلي ، الآن إني أسقطُ بعمقٍ ، إِنَّهُ الإنهيار الكامل ، لا نجاة لي إلا بكِ .
إن لم تعودي قد خسرت ، وإن عُدتي أيضًا قد خسرت ، عندما أسمح لكِ بالعودة ، أعلم بأنكِ ستخونينني للمرة الرابعة ، وإن لم تعودي سيستمر السقوط إلى أعمق ، إلى أعمقِ من الموت ، لا شيء غير الخسارة .
الشعور الأشد قسوة ، أن ترى نفسك تتغيّر للأسوء ، تسقط إلى الأعمق ، وأنت بكامل ضعفك ، لا تقوى على فعل شيء ، إنَّهُ أشدّ قسوة من الحرق حيًّا .
الآن ، لا شيء أن أفعلهُ سوى أن أكتب رسالة:
" أمي ، لا أستطيع أن أواجهكِ ، ابنك الذي قضى عقدين بجانبك ، كنتِ دائمًا تقولين لي بأني لا أعرف الهزيمة ، للأسفِ يا أُماه ، سيكون سبب موتي ( شوق أُنثَى ) ، ابنكِ الآن مُظلم من الداخل ، أُماه ، لا شيء يستطيع هزيمتي إلا خيانة أُنثَى بمثابة وطن ، والسلام ".
قُرصين من الترامادول كانت كفيلة بأَنْ تُسكت كل هذا الضجيج الذي في داخلهِ ، لقد مَرّت خمس سنوات وهو نائمٌ تحت التراب .
—
أعلم بأَنَّ العالم سيثور في وجهي ، وذلك لا يهمني ، ستظل قاعدتي ثابتة :
" لا شيء ستتعلمه من الحُب سوى القسوة "