كيف أذعن الرئيس الأمريكي لمطالب الرئيس التركي لسحب القوات الأمريكية من الحدود
كيف أذعن الرئيس الأمريكي لمطالب الرئيس التركي لسحب القوات الأمريكية من الحدود
نيوزويك: هكذا وصف مسؤول أمن قومي ضعف ترامب أمام
أردوغان
نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرا حصريا، أعده جيمس
لابروتا، ينقل فيه عن مسؤول أمريكي وصفه كيف أذعن الرئيس
الأمريكي لمطالب الرئيس التركي لسحب القوات الأمريكية من
الحدود التركية مع سوريا، قائلا إنه "لم يتحل بالشجاعة".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أردوغان
"سحب" الرئيس ترامب، بحسب مسؤول للأمن القومي.
ويلفت لابروتا إلى أنه في مكالمة بين الرئيسين، قال ترامب إنه
سيسحب قوات من شمال سوريا، وذلك بعدما أعلن الرئيس
التركي أن قواته التي احتشدت على الحدود مع سوريا ستقوم
بالتوغل في تلك المناطق.
وتقول المجلة إن خروج القوات الأمريكية من المنطقة يصب في
صالح تنظيم الدولة ودمشق وموسكو، مشيرا إلى أن هذا القرار
ترك وزارة الدفاع الأمريكية في "حالة من الذهول"، بحسب قول
مسؤول في البنتاغون.
وينقل التقرير عن مسؤول الأمن القومي، الذي اشترط عدم
الكشف عن هويته، قوله: "كان الرئيس ترامب يتفاوض حول
الخروج، لكنه صادق على سحب القوات ليظهر بمظهر أننا
حصلنا على شيء، مع أننا لم نحصل على أي شيء"، وأضاف:
"لقد دخل الأمن القومي مرحلة خطرة لعقود قادمة؛ لأن الرئيس
ليست لديه الجرأة، وهذا هو أساس المسألة"، مشيرا إلى أنه لا
يستغرب بداية للتوغل التركي في سوريا خلال الـ 24 إلى 96
الساعة المقبلة.
وينوه الكاتب إلى أن تركيا طالما اعتبرت المليشيات الكردية في
سوريا جماعة إرهابية، رغم تقديم الولايات المتحدة الدعم
العسكري والمالي لها للمساهمة في محاربة تنظيم الدولة.
وتقول المجلة إن مواجهة بين الجيش المتفوق والجماعات
الكردية
قد يدفع الأكراد إلى أحضان النظام السوري لبشار الأسد، الذي
تريد الولايات المتحدة تغيير نظامه، وبالتالي إلى التحالف مع
روسيا وإيران، العدوتين لأمريكا.
وينقل التقرير عن البيان الصحافي للبيت الأبيض، الذي صدر في
ساعة متأخرة من مساء الأحد، قوله إن القوات الأمريكية لن
تشارك في التوغل التركي ولن تساعد فيه، مشيرا إلى أنه جاء في
تغريدة لوزارة الدفاع قولها إنها لا توافق على العملية التركية
المرتقبة ولن تشارك فيها.
ويشير لابروتا إلى تصريحات جديدة للرئيس الأمريكي، قال فيها
إنه سيدمر تركيا اقتصاديا لو تجاوزت الحدود، وحذر الأتراك
والأوروبيين، قائلا إنه عليهم تحمل المسؤولية ومراقبة المقاتلين
التابعين لتنظيم الدولة وعائلاتهم.
وتورد المجلة نقلا عن المسؤول في مجلس الأمن القومي، الذي
اطلع على مجريات المكالمة، قوله إن ترامب لم يوافق على
العملية التركية، لكنه لم يهدد أنقرة بعقوبات اقتصادية في حال
قررت المضي في عمليتها.
ويلفت التقرير إلى أنه كان واضحا في بيان المتحدثة باسم البيت
الأبيض ستيفان غريشام، أن قوات الولايات المتحدة لن تدعم
العملية، وأنها بعد هزيمتها تنظيم الدولة والسيطرة على مناطق
خلافته لن تكون في المنطقة القريبة من العملية.
ويذكر الكاتب أن صحيفة "نيويورك تايمز" أشارت يوم الاثنين
إلى أن ما بين 100- 150 من الجنود الأمريكيين سيتم سحبهم من
شمال سوريا، لكن ليس من البلاد بشكل كامل، مشيرا إلى أن
المسؤول الأمني أكد الرقم في التقرير الصحافي، لكنه قال إن
العدد قد يصل إلى 230 جنديا، وبينهم قوات في القوات الخاصة
والاستطلاع.
وتنوه المجلة إلى أن "نيويورك تايمز" نقلت عن شهود عيان،
قولهم إن القوات الأمريكية انسحبت من مواقع في تل أبيض وعين
عيسى، في شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن "نيوزويك" أكدت
هذه التقارير، وأوردت عن مسؤولين في وزارة الدفاع، قولهم إن
القوات الأمريكية أكملت 90% من الانسحاب وقت صدور
تقرير المجلة.
ويكشف التقرير عن أن من القضايا التي تم طرحها في المكالمة
بين الرئيسين كان مصير حوالي ألفين من مقاتلي تنظيم الدولة
الذين تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية في مراكز اعتقال، لافتا
إلى أن ترامب أخبر أردوغان بأنه لا يريد تحمل أي مسؤولية
عنهم، فيما قال أردوغان إن بلاده ستتولى مسؤولية احتجاز
معتقلي تنظيم الدولة.
ويشير لابروتا إلى أن مسؤول الأمن القومي توقع أن يتم الإفراج
عن بعض مقاتلي التنظيم في أثناء الفوضى، أو البقاء في
المنطقة،
أو الانتقال لمنطقة أخرى ليواصلوا القتال.
وتقول المجلة إن بيان البيت الأبيض عبر عن إحباط حلفاء
أمريكا، خاصة ألمانيا وفرنسا وبقية الدول الأوروبية؛ لرفضها
استعادة مواطنيها الذين اعتقلوا وهم يقاتلون في صفوف تنظيم
الدولة.
وينقل التقرير عن مسؤول الأمن القومي، قوله إن مسؤول هيئة
الأركان الجديد الجنرال مارك إي ميللي سيلتقي مع قادة الوحدات
المشتركة لمناقشة الوضع، ولم يقل مسؤول الأمن القومي شيئا
عما سيتوصل إليه القادة العسكريون، وقال إنه لن يكون شيئا غير
عادي؛ لأنهم ينفذون الأوامر بمعرفة مسبقة أو غير ذلك.
وقال مسؤول الأمن القومي إنه لو لم تنسحب أمريكا من طريق
تركيا فإن الخيار هو مواجهة عسكرية في يد دولتين حليفتين
وعضوين في الناتو، أو فرض عقوبات اقتصادية على أنقرة، لكن
واشنطن اختارت التحرك من طريق تركيا، وعدم حماية حلفائها
الأكراد استنادا لاستراتيجية "أمريكا أولا"، وموقف ترامب
التاريخي من الحروب بأنها أمر سيئ.
ويلفت الكاتب إلى أن أردوغان أعلن يوم الأحد عن تعزيز قواته
على الحدود التركية السورية، وأصدر أقوى تهديداته ضد
الأكراد، بعدم الوقوف أمام خططه لبناء منطقة أمنية، مع أن
الولايات المتحدة كانت تعمل من أجل بناء منطقة منزوعة السلاح
بين البلدين.
وتنوه المجلة إلى أن مسؤول الأمن القومي يرى أنه لو لم يقرر
ترامب الانسحاب، لظلت واشنطن تحسن من وضع المنطقة الآمنة
على الحدود، وقال: "لأكون صادقا فإنه كان من الأفضل لو
دعمت أمريكا دولة كردية في كل من سوريا والعراق وتركيا..
ربما كانت إسرائيل جديدة في المنطقة".
ويجد التقرير أن أخطاء ترامب الفادحة هي ما دفعت وزير الدفاع
السابق جيمس ماتيس، الذي وصف بأنه "آخر الرجال الذين
يفهمون" في إدارة ترامب، على الاستقالة، بعد قرار الرئيس
المتعجل في كانون الأول/ ديسمبر 2018 الانسحاب من سوريا
على مدى شهر، ونقلت المجلة في حينه عن مسؤول دفاعي، قوله
إن لا أحد في وزارة الدفاع كان سعيدا بقرار الرئيس الانسحاب
من سوريا؛ لخشيتهم من عودة تنظيم الدولة كما حدث مع
أفغانستان.
وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى قول المسؤولين
الأمريكيين، إن الانسحاب سيترك أثره على حلفاء أمريكا في
المنطقة، ويحرر روسيا وإيران لإعادة تأكيد حضورهما في
سوريا.
0 تعليق
إرسال تعليق