التضامن يجب أن يكون دفاعا عن المدرسة العمومية أولا ............
التضامن يجب أن يكون دفاعا عن المدرسة العمومية أولا ............
أعود لألوم الأساتذة المتعاقدين لتقصيرهم الشديد في التعريف
بقضيتهم ومهاجمة المنتقدين او "المتخادلين" وحتى من ركنوا
لموقف الحياد. أعيب عليهم وهم في موقف قوة بكثافة عددهم
وإيمانهم بعدالة مشروعهم النضالي، أعيب عليهم الإستمرار في
العزف على العواطف وترديد أسطوانات مشروخة من قبيل
"يهان من كاد أن يكون رسولا" ويشاركون صور المصابين
ويروجون مشاهد عنف القوات العمومية اكثر مما يروجون
لملفهم
المطلبي. هذا الأخير. قرأته مرارا وتكرارا ولا شيء فيه يخص
المدرسة العمومية بشكل مباشر ولا مصلحة التلميذ بصريح
العبارة. كلها مطالب يحق للغير أن يعتبرها خبزوية محضة
وتتعلق بضمان استقرار مالي و وظيفي للأستاذ.
الأشكال النضالية التي تابعت غالبيتها تفتقر للإبداع وللشعار
الهادف والتنظيم المحكم، فقط حشد غفير ينتظر تحرك القوات
العمومية لتفريقه، فيطلقون العنان للصراخ والعويل مع توثيق
المشاهد. إن لم نتحدث عن استفزاز مسبق لقوات الأمن بشعارات
من قبيل "المخزن وا الشماتة" او بالتحرك نحو الحواجز الأمنية.
يبقى العنف مرفوضا مهما كانت الدوافع والأسباب وعلى الأساتذة
تجنب الصدامات ما أمكن. وحبذا لو تقدم أحد الأساتذة وشرح
ملفه
المطلبي أمام قوات الأمن وربط مصيره بمصير أبناء الواقفين
أمامه. ولما لا رفع شعارات الوحدة ومشاركة الهموم بين رجال
التعليم ورجال الأمن.
ما على الأساتذة التركيز عليه لحشد تعاطف وتضامن الشعب
المغربي بكافة تلاوينه، هو المدرسة العمومية المهددة
بالخوصصة وبتراجع الجودة في غياب تكويين حقيقي ومتكامل
للأساتذة. وهذا لا يمنع أن نشيد بين قوسين، بمجهودات شباب
واعد في الرفع من مستوى التعليم والايثار ولو على حساب
أنفسهم وأموالهم من أجل تلاميذ وأبناء الشعب المقهور.
التضامن اليوم، يجب أن يكون دفاعا عن المدرسة العمومية أولا
وعن مصلحة التلاميذ وحقهم في تمدرس وتعليم مجاني جيد،
وضمان تكوين في المستوى للاساتذة وتوفير شروط العمل الجيد
بما فيها الحق في الادماج والحق في الإضراب.
دعوني أذكر كل طالب يرى في نفسه مشروع أستاذ في
المستقبل،
لا أحد سيغفر لك صمتك اليوم ولا أحد سيسمع صوتك غداً.. إما
ان تنصر إخوانك اليوم وإما أن تسري عليك المراسيم ذليلا.
والدعوة موجهة كذلك لكل الآباء والأمهات، انصروا أبناءكم في
الشوارع اليوم، ومن لا يملك ابنا بات ليلة أمس في الرباط، فلكم
أبناء تمضي الأيام واساتذتهم خارج أسوار المدارس.
عبد العزيز شاطر
0 تعليق
إرسال تعليق