مدينتي الأم الجوهرة الزرقاء شفشاون
#أمسيات_شغف_للكتابة
#بين_أحظان_الزرقاء
كنت أتجول في مدينتي الأم الجوهرة الزرقاء شفشاون والتي لها
شهرة واسعة وعشاق بالملايين مغاربة وأجانب، كنت أحدث
صديقا لي ونحن نقف في إحدى الأزقة الضيقة كشأن كل أزقة
هذه المدينة التي تشعر وأنت
فيها وكأنك في أعماق المحيط أو في عنان السماء من شدة
زرقتها، وإذا بي أسمع صوت هاتفي يرن، إعتذرت من الصديق
الذي ودعني وذهب لحاله بينما نظرت أنا للرقم الذي لم يكن
يحمل إسما، ظننت لوهلة
أنه مزعج إنتابه الملل فأراد عن يعبث معي،
وترددت هل أجيب أم ألقي الهاتف في جيبي، وقررت أخيرا أن
أجيب لأنني لن أخسر شيئا على أي حال، ما إن فتحت الخط حتى
فاجأني صوت ساحر مفعم بالأنوثة الطاغية، تلعثمت قليلا كوني
لا
أتلقى إتصالات من كذا نوع، تسائلت عن من قد تكون، أعلم أنني
لن أعرف الإجابة إلا منها لذا سألتها بأدب:"المعذرة هل يمكنني
معرفة من تكونين"، سمعت ضحكة هادئة من الطرف الآخر
وردت قائلة:"منذ متى كنت لبقا هكذا يا سيد توفيق"، ما إن سمعت
ردها حتى خالجني الشك وربما تحققت أنها صديقة لي على موقع
الفايسبوك، وزاد يقيني بأنها هي حين نادتني بالسيد توفيق، رغم
أنها تعلم كم أكره الرسميات لأنها تبعد المسافات وتحدث خندقا
يصعب عبوره لكلا الطرفين، لطالما كان حديثي سطحيا مع تلك
الفتاة التي لا أعرف عنها سوى شيئين، أولهما أن إسمها عائشة
والثاني هو أنها تملك عينين بنيتين تصبح أكثر جمالا وإشراقا
حينما تسلط عليها أشعة الشمس، لكن السؤال الأهم هو لماذا
تتصل
بي؟، كل هذه الأفكار جالت في مخيلتي في بضع ثوان، وكان
الصوت في الجهة الأخرى يقول:"لا تقل لي إنك لم تعرفني؟"،
ضحكت قائلا:"ومن غير القطة"، لطالما كنت أناديها بهذا اللقب
لترد علي قائلة كما العادة وهي تضحك:"تماما يا سبعة أرواحي"،
ضحكنا معا أنا على الرد الذي توقعته منها وهي على عدم تحطيم
توقعي ذاك، تبادلنا العبارات التقليدية والمملة تلك عن الحال
وحتى الطقس، لتطرح علي سؤالا مفاجأً:"إحزر أين أنا الآن يا
سيد توفيق؟"، قلت في نفسي"يا له من سؤال غبي"، وأجبتها
بملل:"منزلك كالعادة؟"، ردت ضاحكة:"لا طبعا"، وقلت بملل
أكبر:"في الجامعة يعني"، ردت بسخرية:"هاااي ألا تسمع صوت
شىء يبدو كصوت حافلة أو سيارة"، أجبتها مازحا:"وجدتها
وجدتها"، صدقتني المسكينة حين ردت بلهفة:"أين!!؟"، لأخيب
أملها قائلا:"عائدة من الجامعة إلى منزلك بلا شك"، قالت
بسخرية:"أنت حقا غبي"، وأردفت ضاحكة:"أنا في طريقي إلى
شفشاون مدينتك التي قلت لي أنها مثل جوهرة زرقاء بين الجبال
أو ما شابه ذلك"، في أول وهلة ظننتها تمزح ولاسيما أن ردها
كان مصحوبا بتلك الضحكة الساخرة لكنني تأكدت من أنها تتحدث
بجدية حين بدأت تصف لي الطريق التي ما كانت لتستطيع فعل
ذلك لولا وجودها في قلب الحدث، كما أنها قريبة من شفشاون حقا
حسب أوصافها، قلت باستغراب:"حقا؟ لكن ماذا جاء بك إلى هنا
رغم بعد المسافة؟"، ردت بسخرية كالعادة:"أجمل ترحيب ألقاه
في حياتي"، هذه الفتاة لديها هواية واحدة إظافة إلى الكتابة وهي
السخرية، تأسفت منها وأخبرتها أنني سأتوجه إلى محطة المدينة
لألقاها وأعرف باقي التفاصيل من لسانها الحاد، ودخلت المحطة
وجلست على إحدى المقاعد منتظرا دخول الحافلة التي تحمل إسم
"نجم الشمال"، ترى هل يعقل أن يكون هذا إحدى مقالبها؟ لو كان
كذلك سأريها ماذا تستطيع الأرواح السبعة أن تفعل بالقطة في
سبيل ترويض شراستها..
#يتبع......
بقلمي: توفيق حماذ.
ملحوظة: القصة خيالية
0 تعليق
إرسال تعليق