أني أقول دعها ترحل.... الورقة الساقطة سوف تذبل وتختفي إلى الأبد
مر أكثر 10 شهر ، لليوم الأربعين أستيقظ
وصورتها تقفز إلى ذهني، تحتله كليا ولا تتركني
أفكر في شيء. وكما الأيام السابقة سأقضي اليوم
أفكر فيها. احتلال وتسلط قهري. ليس الأمر
بإرادتي.
أتناول الفطور على عجل وأذهب إلى المقهى.
أسترجع صورتها أو كلمة قالتها أو مذاق فمها أو
حرارة التقاء بطنها ببطني.
ماذا لو ؟ ما كان ينبغي أن أنظر إلى غيرها. على
الأقل ما كان لي أن أجعلها تشعر بالإهانة. لكن
ليس ذنبي. تلك الساقطة كانت أشهى من أن أدعها
تمضي دون أن أذوق. كيف لي أن أعرف بأنها
ساقطة و ستنشر في الواتساب صورتها معي في
ذلك الوضع. إنه خطئي. لكن كيف لي أن أعرف
بأنها بنت خالها. وأنها كانت فخا منصوبا عن
عمد.
ما كان ينبغي لي أن أفعل. أطفأت السيجارة وطعم
الندم غطى على مذاق الدخان. ألوك لحظاتي
معها. ما كان ينبغي لي أن أفعل.
أترك المقهى. أتسكع ورأسي يتدلى. ليس لي طاقة
على رفعه. صدري ينطبق على رئتي وأنفاسي
متسارعة. أجلس في الحديقة وأشعل سيجارة.
قبالتي يجلس رجل عجوز بجانبه قفص كبير فيه
عصفور من نوع لم أره من قبل. يكثر من الترنح
.يخبط جناحيه بأسلاك القفص ويصدر أصواتا
حادة. خطرت لي فكرة أن أقول له دعه يرحل.
دعه يرحل ليكف عن الصراخ. إنه يكرر نفس
الأصوات ويكرر نفس الحركات. دعه يرحل
أكررها في سري.
تمشيت بين الأشجار وأنا أكرر دعه يرحل. وفي
لحظة ما أدركت أني أقول دعها ترحل. تخيلت
دماغي قفصا فتحت بابه. ورقة تسقط على
الأرض من شجرة كاليبتوس. هل يمكن إعادتها؟
الطبيعي أن تنبت أخرى مكانها. الورقة الساقطة
سوف تذبل وتختفي إلى الأبد. لا تقاوم طبيعة
الأشياء ودع نهر الحياة يتجدد.
على قسم
القصص حب و أخبار العالم
0 تعليق
إرسال تعليق