نعم يا سادة ، هذا ما يحدث عندماً ينتقم الحُب !
نعم يا سادة ، هذا ما يحدث عندماً ينتقم الحُب !
لا شئ.
لست كاتباً .. لست شاعراً ، أنا لا شئ.
لكنني ..
تعودت على كتابه الكلمات .. والتجول في سطور الصفحات ، أشكي أوجاعي وآهاتي لحروفي .. يبدو أنني سأكتب حتى تمل الحروف مني ، ثم .. تموت !
أترجم بحروفي أفكاراً .. لا تتوانى التزاحم في مُخيلتي.
هكذا جئت إلى الدنيا ..
قلباً ينبض بالحياة ..
و روحاً تخفق .. مثلي مثل سائر البشر !
و لكنني أختلف عنهم.
بجرئتي .. حُب المغامرة ، بالحُلم.
العلاقة بيني وبين القلم علاقة حميمة ، و بيني وبين الورق علاقة متينة .. إليهما تعودت اللجوء كلما قست عليّ الحياة.!
* وحينما أريد الكلام يتغير كل شئ حولي ، تكون الأوراقُ والأقلام مأوي ، تآنس وحشتي .. هي حُلمي .. هي "حُلمي في واقع مرير .. مرير جداً." فيصبح الورق و القلم حُضني الدافئ بعد منتصف الليل ..
قلمي لا هدف له ، دخلتُ إلى عالم الروايات ، وما زال الحنين يطاردني .. أتيت إلى هذا العالم هرباً من قساوة الحنين و من مراره الإشتياق إليكِ ، و عندما دخلت إلى هذا العالم وجدت إسمها متخبئاً بين زخم حروفي و وجع سُطوري !
دخلت إلى هذا العالم ليس حُباً فيه .. وإنما لأخفف عن نفسي قليلاً .. وجع قلبي أخرجه على هيئة حُروف ..
دخلت هذا العالم ولا أعلم أي شئ !
لا أعلم متى سأترنح من دون حُزن يشق أضلعي.!
لا أعلم متى سأستنشق هواءاً من دون حنين ؟
متى ستنتهي هذه الحياة المفعمه بالألم! .. لقد مت مراراً لكن لا أحد أرسل جسدي إلى المقبرة.!
أنا أكتُب من أجل الموت ، وليس خوفاً منه.
* عندما إزداد وجعي وتضاعف حنيني إلى تلك "العُصفورة" الصغيرة التي كانت تلون حياتي وتعطيها طعماً آخر لم أشعر به إلا بقربها ..
كانت حُروفي تحكي ما أعاني منه .. تحكي رواية "إنتقام" .. لكن إنتقام من نوع آخر.!
نعم يا سادة ، هذا ما يحدث عندماً ينتقم الحُب !
سيكون لإنتقامه وقع كبير ..
فلا أحد يلعب مع الحُب !
لا أحد يتجاهل الحُب ..
لا أحد يسخر من الحب ..
لا أحد ينكر الحُب !
وإذا كنت تريد أن تفعل كل ما سبق عليك أن تعرف ، أن الحُب ليس بالخصم السهل ..
لن يتنازل أبداً !
حتى إن هرب منك .. سيعود من جديد! صدقني سيعود ..
وسينتقم شر إنتقام !
وسيجعلك منك مُتيماً إلى حد الثمالة ، نعم! إسألني أنا يا رفيق ..
* إنها الـ7 صباحاً .. أمسكت بقلمي و رشفت قليلاً من القهوة على أنغام العندليب "عبد الحليم حافظ" .. آه .. القهوة كانت مُره جدا !
إن القهوة تشبه حياتي تماما !! .. و مُره كمرارة أيامي من دونها .. أشتاقك جداً .! ويا ليتك تقرأين ما أكتب.
انا مثل الرغوةِ التي تطفو فوق سطح القهوة ، وأنا أحاول الفرار من مراره القهوه ..
لكن .. لا شئ ! .. لا شئ.!
فأنا أحاول الهروب من حياتي التعيسه والكئيبه ..
نظرت إلى الفراغ ..
سرحت بعقلي ، وسافرت بفكري بعيداً .. بعيداً جدا !
سافرت بعيداً عن هذا الواقع ، أظن أنني سأنسى مرارة هذه الأيام.
- ماذا ؟؟
كيف لي أن أنسى !!! .. لا أعتقد ذلك
- لماذا !
أنا لست أنا .. أنا لا شئ .. لا شئ تماماً.!
أنا أصنع من نفسي كذبه وأصدقها ! .. ياه.
* ألقيت بجسدي على ذلك الكرسي المترهل ، كما لو أنه كان فوقه جبالاً من الهموم! وجدت نفسي بين بعثره حُروفي ، نهضت وأمسكت قلمي.ثم بدأت بالتدوين ، حُروفي كان تسيل وجعاً.
كبرياء.!
فقد ..
توحد.
إنتقام !
جسد بلا روح !
سيمفوينه تعزف على أوتار الحنين !
إشتياق ..
خوف!
إنهيار ..
تردد.
حنين!
عشق.
* أشعر أنني لا أريد شيئاً ولا أطيق شيئاً ؟ لا شئ.! .. أخاف الموت ، لكنني أشتهيه !
هناك سحابه سوداء غزلتها سماء قلبي .. نعم إنها "الذكريات" !
ذكريات مُؤلمه لأشخاص ذهبوا و أشخاص تحت التراب .. وأشخاص موتى لكنهم على قيد الحياة !
بعض من الذكريات تلفت ، لم تعد واضحه الملامح.
أنا أكتب ، لأن الكلام لعنه! ..
أكتب لأنني بحثت عن شخص يستطيع سماع صوت البكاء بداخلي ، وأنا مُبتسم!
ولم أجد هذا الشخص ..
لهذا أكتب.
* طلع صباحٌ جديد ! .. مرحباً بالحنين ، أشرقت الشمس وطارت العصافير .. وإنتهي يوم أمس ، وبدأ يوم جديد ..
لا أشعر بشئ هذا الصباح.
لا شئ.!
أشعر أن رأسي طاحونة هولنديه ، لا تتوقف !
* يوماً ما سأكون كاتباً عظيماً ، سأنشر أول روايه لي في مكتبه فرنسا الوطنيه ، سيكون الكتاب بعنوان (عاشق من دون قصه حُب) ! .. ربما ألتقيك هناك مرة ثانيه ، ستكون صدفه من السماء .. صدفه ملائكية زرقاء.! .. صدفه بالسنتمتر على مقياس حنيني و وجعي! ..سنبدأ قصة حبنا من جديد ، ستكون جميلة جداً .. ربما! .. انا واثق من ذلك
سأكون حينها أول رجل في حياتك ، أنا أثق بذلك تماماً ، و آخر رجل أيضاً ! .. ربما تكون نهايتنا سعيدة .. تليق بحُبنا لبعضنا البعض ، سينتهي حُبي لك بزواج .. و ما أجملها من نهايه ! .. سنرجع إلى المكتبة نفسها بعد سنه ، لنحتفل بعيد زواجنا الأول .. ربما.!
أعدك بذلك ، و أثق في كلامي .. لكني لا أثق في هذه المكتبة اللعينة !!
~ الكاتب الجيد .. دائماً ما تكون خلفه انثى تلهمه ، تحطمه ، تركل قلبه.!
نعم .. انا ذلك الكاتب ..!
انا لا شئ..
لا شئ! .. أنا كنت مُجرد "مضيعه وقت" بالنسبه لنفسي ..
- أنا الغريب بكل ما أوتيت من غربه.
- أنا الذي كلما أنقذت نفسي ، جائت قصيدة لتقتلني.!
- أنا حزين ، كالقطارات المحطمه .. يئن فيها 100 راكب لم يموتوا جيداً.
- أنا مصدوم ، كجندي عاد للتو من المعركة .. وأخبروه بأنه قُتل !
- أنا الذي حينما أكتب ، أكون بين فكيّ الجحيم ..
* موعدنا المساء ، مثل كل يوم ..
بين شوق الليل و وجعه .!
بينما الناس نِيام ..
و حارس الليل يُراقبك ..
سأتيك خلسه.
أحمل غضباً يفوق قوة الأقوياء !
يدفعني لإستئصال هذا القلب اللعين !!
كي أنتشلك من بين ركامه ..
أضمك تارةً ..
و أبكيكِ تارةً !
و ألعن صمتك القاتل تارةً ..
و أطعن حنيني إليكِ ، الذي يُمزق أشلاء صدري كل يوم.
إنتظريني ، فموعدنا المساء !
في ذلك المساء ..
الحنين يملأ أرجاء غرفتي ..
إختناق !
تكاد حُروفي أن تلتهمني ..
و مسائي ملئ بالضجر .!
أحرفي لم تعد تفي بالغرض ، ماذا لو جربت الرصاصة !
عندما تقتربين أولدُ في نفسي مرتين ، و أموت خمساً !
عندما أموت ..
عندما أموت ، أحرقي جثتي ، و أضعي ما تبقى مني في لُفافه سجارة .. ثم بعمقٍ دخنيني ، و لا تتنفثيني !! ..أريد أن أنام بسلام.!
أريد أن أنام بسلام .. في رئتيك ! ..
في ذلك المساء ، سأخرج كل ما في قلبي لك .. و سأقول "أحبك ولكن" .
ربما لم أمت .. لكنني لست حي.! ..
أغلقي نوافذ غُرفتي ، أغلقي الأبواب.
ثم أخنقيني ، لا تجعليني أتنفس ! ، ولا تخشي علي ..
فأيّ ميت هذا الذي يحتاج الأوكسجين ؟!
ليس كل من إختنق إحتاج أوكسجيناً .. ها أنا أختنق و أحتاجك !
في ذلك المساء .. سأكتب آخر حُروفي !
أنا أكتُب لأحيا ..
لأشقى .!
لأموت .. وأُبعث !
لأكون ، أو لا أكون.
لأرحل ، او أُقتل ، و بعد ذلك أُدفن.!
لأتنفس .. لأختنق ، لأبكي
و أصرخ حتى أصمت.!
* من يظنُ إنني أكتب عن الحُزن لألفت الأنظار حولي ، فليأتِ لي بشهادة تخلف
لأوقع عليها .. "أنا لا أكتب شيئاً لا أعيشه".!
~ في كُل مساء ..أعاني من الحنين القاتل!
تتراجف أطرافي ، و تتسارع أنفاسي .. تجتمع الدموع في عيني .. لكنها لا تسقط.!
ذلك هو أنا عندما يغزوني الليل ، و يُدرك عقلي أنه لا يستطيع التأقلم مع واقع لستِ أنتي فيه.!
كُنت ألجأ دوماً إلى حروفي ، كي تحمل ثقل همي! .. أما الآن حتى حُروفي لم تعد تسعفني !
رحماك ربي.!
أعتقد أنني لن أكتب بعد الآن ، الكتابه تحتاج جُرأة كبيره جداً ، وأنا لأ أملكها للأسف
ولا شئ جدير بالذكر ، سوى أنني أحبُك.!
و ترتجف الحُروف خوفاً مني عندما أكتب ، تهرب مني !
و جف الكلامُ على شفتاي.
حرفي مبتور و قلمي مكسور ، و ما زال في قلبي حنين و ذكريات مؤلمة.!
و قصة عشق لا نهايه لها ..
لو رأت أمي ما أكتبه هنا لـ قطعت يدي.!
أنا أشتاق إليكِ كثيراً ..
لكني لم أعد ألقاكِ !
حتى في أحلامي .. لقد نفذ صبري يا عزيزتي.!
سأحطم كل جدار بداخلي ، يسكنه طيفك.!
أنا لا أكرهك ، لكني لم أعد أبتسم عندما تأتين إلى مُخيلتي.
لقد سئمت الوجع و الحروف ..
سأحطم معبد هذا الوجع.!
ماذا فعلت كي أتألم وأعاني كل هذا العناء؟
سؤال لا يملك جواباً .. لذلك سأصمت ! فلتعرفي يا عزيزتي ، والقلب إذا تكلم .. بكى !
أشتم رائحه شئ ميت بداخلي ، ربما هو قلبي ! نعم لقد مات .. لا أشعر بشئ الآن.
لا شئ.!
الآن يتمزق جسدي أمامي .. أنا أحتضر ، لا أدري هل هذا مُجرد شك ؟
أم اضغاث أحلام !؟
أنا كثيرٌ ما أختنق إحتياجاً إليك .. لكنني أصمت.
لأنه حتى "حُروفي" لم تعد لديها معنى لديك.!
* الليله هي آخر ليله بالنسبه لي ، سأقيم وحدي طُقوس حبٍ جنائزيه !
ليله من غير شُموع .. ولا أنغام أغاني ..
بلا أي صوتٍ ..
بلا أي حنين.
لن يزعجني الحنين بعد الآن ..
لا إبتهالات لـطيور الحنين بعد الآن.!
لا تلاوات لتراتيل الفقد ، لن أفتقد شيئاً بعد الآن.
سأملأ روحي بالفرح ..
ستكون ليله مليئه بالطُقوس.
لا أنا !
لا حياة !
لا موت !
* لا تأتي إليّ بعد الآن .. فـ "أنا لم أعد أنا" !
أنا لا شئ.!
0 تعليق
إرسال تعليق