ماذا يعني أن يفقد الإنسان حلمه؟ أتعلم أن تكون مجرد جثة في هذا العالم؟ شغف القراءة
ماذا يعني أن يفقد الإنسان حلمه؟ أتعلم أن تكون مجرد جثة في هذا العالم؟ شغف القراءة
إن كنت تندرج تحت مسمى صديقي عليك أن تقرأ..
سأكتب لك رسالتي يا صديقي، وسمّها كما شئت، رسالة انتحار هُراء مكتوب، غباء مخطوط، سمّها نص الأمر يعود إليك، ولكن هذا آخر ما تبقى معي من اللغة، واخر بقايا اللغة في جسدي الأسود.
لقد أجهضتني اللغة من رحمها يا صديقي، في الماضي كان شغفي على الكتابة ينبثُ في قريحتي الكتابية من أي أشياء كثيرة، كرسي مكسور الأرجل، من إبرة وقعت بجانب خطوط البلاط في المنزل، من قط ميت على قارعة الطريق، من دموع طفل على موت أمه، من ارتجاف يد جدتي عن الأكل، من رواية يوتوبيا، من روايات ديستويفسكي، من حادث سير حصل أمامي، ومن دماء الخواريف عندما تُذبح، ومن شكل الميت في الجنازات.
ولكن أنا اليوم لم أعد استطيع ان أحرك شغفي، وما عدت أستطيع تركيب جملة فوق جملة، مما جعلني أتأكد أن ولادتي لم تكن لأحي و أكتب، يبدو أنني كذبةُ الكذبةَ على نفسي وصدقتها، يا لغبائي ووقاحتي.
ولو تكلمنا بجد أكبر، أنا لم أستطع أن أبرز نفسي بين صفوف هاوٍ للكتابة، ولم أستطع أن أخرج بنفسي من قوقعة الحزن كي أستطيع مجابهتهم، هم أفضل مني أنا أعترف، أنا لست بمستواهم، وخصوصًا بعدما مات حلمي، أتعلم يا صديقي ماذا يعني أن يفقد الإنسان حلمه؟ أتعلم أن تكون مجرد جثة في هذا العالم؟
لذلك يا صديقي سأعِفُ عن الكتابة، ولن أعود إليها، سأتركها لأنني ما عدت قادرًا عليها، لن أعود حتى يلج الجمل في سم الخياط،
لم أتصور أن أترك الكتابة في يوم ولكن أنا بالفعل مرهق، طُبع الحزن على كل ما أخطه لذلك يأخذ من الراحة، من بعدها أحدد هل أنا حقًا من أبناء اللغة(لا أظن) أم أنا شخص لا ينفع لأي شيء.
سأحاول تحديد وجهتي، ورفع الحزن عن حرفي، لذلك أجد مستقبلي والكتابة كل منهم في طريق لا يلتقيان، سأحاول ضم الكتابة إلى طريق مستقبلي أن رضيت الحمدلله، وإن ما رضيت (وهو الأرجح) فسيكون هذا آخر ما أخطه من اللغة
0 تعليق
إرسال تعليق