ها علاش كنكولو بغيناها سويدية.. ماشي حيث زوينات..حيث رائعات بمواقفهن وأفكارهن...
قبل ستة أيام؛ فتاة سويدية تتهيأ لرّكوب رحلة جوية من ألمانيا صوب تركيا.. الخبر يظهر عادي جدًا ولا شيء مُستفز فيه حتى يلفت الانتباه.. حتى يتحوّل لمادة إعلامية مُستهلكة ومتداوّلة.. طالبة جميلة تلبس نظارة طبية وتبلغ من العمر واحد وعشرين سنة تُسافر كحق من حقوقها الكوّنية.. المثير؛ ولحظة كانت تضع حقيبتها بالمكان المخصّص لحقائب الظهر الصغيرة؛ شاهدت رجال أمن يقتادون لاجئا أفغانياً لترحيله على نفس الرحلة الحاجزة هيّ بها وإعادته لبلاده التي هرب منها .. فما كان منها سوى أن اعترضت وأوقفت الرحلة باحتلالها لمفصورة الربّان.. بثت فيديو مباشر من خلال حسابها الفايسبوكي تابعه عشرات الآلاف من المبحرين - وقتها - بالشبكة العنكبوتية، مشيدين بجرأة وبسّالة هذه الطالبة في الاعتراض على قرار لا إنساني... وبالرغم من احتجاجات بعض الرّكاب وتهديدهم لها بتحميلها المسؤولية عن تأخيرهم، لم تُبالي بتهديداتهم وردت عليهم:
- ما الأهم..؟ الوقت أم حياة شخص..!! إنهم يرسلونه للموت!..
تحدت الجميع وأصرت على رغبتها؛ أن لن أسمح بإقلاع الطائرة إلا إذا نزل اللاجئ.. وفعلا؛ هذا ما تحقق.. لتغادر مقصورة الربان وتعود لكرسي جلوسها..
قد تُعيد السلطات الألمانية ترحيل اللاجئ على متن رحلة أخرى.. فهي سياسة لعينة بدأت ألمانيا تنهجها بقوة وبسرعة اتجاه من لا يملكون بشرة بيضاء .. فقد مرّ وقت النعومة في التعامل مع اللاجئين؛ ولم تعد ميركل تستحمل رائحة عرق اللاجئين لهذا توقفت عن زيارتهم، وتقبيل أطفالهم أمام مرآى كاميرات وسائل الإعلام.. سيُرّحل بطريقة أو بأخرى؛ عدا أن تعامل الطالبة سيظلّ شاهدا على شجاعة شابة تضامنت معه دون أن تعرفه.. دون أن يكون بينهما أي رابط عرقي أو ديني أو لغوي، وانتصّرت في اصطفافها لجانبه لقانون أسمى.. قانون الإنسانية ..
قد لا تلتقي به مجددا؛ وقد لا تتذكر ملامح وجهه إطلاقا، إلا أنه، هو، سيظل ممتنًا لها طول حياته...
فأكادير نهار السبت .. شابة بنفس عمرها لكنها لا تملك جمالها الأبيض.. قمّحية البشرة بلباس ذاعر مستفز.. وقفّات شارع على قدّو باش تشدّ نمرة من عند واحد السعودي شيّر عليها من نافذة سيارته الفارهة.. انطلقت تعدوّ اتجاهه ككلبة جائعة لمّحت يدا تمّد له قطعة خبز.. الطاموبيلات كيزّمروا.. صوت صفارة تنبيه إسعاف لم تتوقف عن الصراخ.. احتجاجات السائقين.. تعطيل حركة المرور.. والفتاة مستمتعة في تبادل الحديث مع خنزير استعصى عليه الهبوط من فوق كرسي سيارته بسبب وزنه الزائد.. وحين سجلت الرقم، وهي عائدة لمكانها؛ صرخت في وجه الجميع:
- طيروا.. مالنا منخافوش! تفوّ على بشر...
للروائي الكبير جوزيه ساراماغو جميلة أوردها بروايته "أرض الخطيئة".. تقول " أنا رجل لا أهتم بامرأة جميلة.. قد يفقأ شيء عيّنها وتتحول لمسخ.. قد تشوه حادثة وجهها.. الروح لا تتشوّه.. المبدأ لا يصدأ كالجلد"...
ها علاش كنكولو بغيناها سويدية.. ماشي حيث زوينات..
حيث رائعات بمواقفهن وأفكارهن...
0 تعليق
إرسال تعليق